responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 190
ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ اى ضيقوا على عدوكم باب بلدهم وقربوهم الى حيث يضطرون ويخافون من جسامتهم وضيق أمكنتهم فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ على هذا الوجه فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ غانمون البتة وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ بما وعدتم
قالُوا مستهزئين مصرحين بما تكن صدورهم من الكفر وعدم الوثوق والإخلاص ومناقضة العهود والمواثيق الإلهية يا مُوسى لا تحملنا ما لا طاقة لنا به إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها وان شئت فَاذْهَبْ أَنْتَ ايها الداعي وَرَبُّكَ الذي دعوتنا اليه وادعيت الإعانة والانتصار منه فَقاتِلا مع العدو إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ منتظرون الى ان يظهر الأمر
قالَ موسى بعد ما سمع منهم ما سمع يؤسا قنوطا باثا الشكوى مع ربه رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ ولا أثق لامتثال أمرك إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ الخارجين عن مقتضى أمرك التاركين الامتثال به من عدم وثوقهم بإعانتك وتأييدك.
ثم لما سمع سبحانه من موسى ما سمع من بث الشكوى وكان حالهم وصلاحهم معلومة عنده سبحانه قالَ مهددا إياهم فَإِنَّها اى الأرض المقدسة مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ مدة أَرْبَعِينَ سَنَةً خص هذا العدد لأنهم لما أعادوا نفوسهم بعدم امتثال امر الله والاستهزاء به وبرسوله الى ما هم عليه قبل ايمانهم والايمان ما يكمل غالبا الا بعد الأربعين لذلك خص هذه المدة لمجازاتهم ومجاهداتهم ليكمل الايمان فيها وبعد ما ارتدوا من الشأم وتوجهوا نحو المصر يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ المقدرة بستة فراسخ تائهين حائرين مذبذبين لا الى مصر ولا الى الشأم في تلك المدة وموسى سار معهم فيها ليرشدهم الى ان يخرجهم من الحيرة والضلال الصوري والمعنوي ثم لما رأى موسى اضطرار قومه وحزنهم وقلقهم واضطرابهم رحمهم وندم عما دعا عليهم فدعا لهم بمقتضى شفقة النبوة ومرحمتها لذلك رد الله سبحانه عليه بقوله فَلا تَأْسَ اى لا تحزن ايها النبي الشاكي عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ الخارجين عن مقتضى التصديق والايمان التاركين سبيل اليقين والعرفان
وَاتْلُ يا أكمل الرسل عَلَيْهِمْ اى على من تبعك من المؤمنين نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ اى قصة قابيل وهابيل واختلافهما وقربانهما وقتل قابيل هابيل ليعتبروا ويتنبهوا من قصتهما على ما هو الأقوم من السبل والأليق بحال المؤمن من حسن المعاشرة مع الخلان وآداب المصاحبة مع الاخوان ورعاية الغبطة والتصبر على البلية والمحنة وان ادى الى بذل المهجة والإخلاص مع الله في عموم الأحوال تلاوة ملتبسة بِالْحَقِّ مطابقة للواقع موافقة لما في الكتب السالفة وذلك انهما تنازعا في تزوج كل منهما توأمة الآخر على ما هو شرع أبيهم فقال قابيل توأمتى احسن صورة من توأمتك انا أحق بتزوجها منك فترافعا الى أبيهما فامرهما بالقربان المقرب الى الله اذكروا وقت إِذْ قَرَّبا باذن أبيهما كل واحد منهما بمقتضى اخلاصهما مع الله قُرْباناً كان قابيل صاحب زرع قرب مقدارا من أردإ قمحه وهابيل صاحب ضرع قرب شاة سمينة حسناء فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وهو هابيل وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ وقد كان علامة القبول حينئذ انه تنزل نار من جانب السماء وتأكل جميع ما يتقربوا به فأخذا قرباناهما وذهبا الى جبل فطرحا عليه وانتظرا القبول فنزلت نار فأكلت قربان هابيل ولم تأكل قربان أخيه فاشتد غضبه وسخطه على أخيه وزاد حسده بقبول الله قربانه الى حيث قالَ من شدة غضبه والله لَأَقْتُلَنَّكَ البتة إذ قد ظهر مزيتك على وفضلك عند الله منى وبذلك تفتخر وتتفوق على بين الناس قالَ هابيل يا أخي مالي في هذا التقرب الا الإخلاص والرجوع الى الله والإطاعة والانقياد لأمره والاجتناب

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست